لولا الفن التشكيلي ما توصلت الحضارات وما استطاعت البشرية الحفاظ علي تراثها عبر العصور. فبفضل الفن التشكيلي عاشت الحضارة الفرعونية وكشفت لنا عن كنوز من المعرفة وخلاصات التجارب الإنسانية العديدة في كل مجالات الحياة. وتشهد علي ذلك آلاف المخطوطات واللوحات التي رسمها قدماء المصريين علي ورق البردي وفوق جدران المعابد. وفي العصر الحديث يستطيع المتلقي أن يتعرف علي ثقافة أي شعب من خلال زيارة معارضه الفنية والإطلاع علي ما توصل إليه فكر
وفلسفة ورؤية هذا الشعب لكثير من جوانب حياته اليومية ووجهات نظره حول الواقع الذي يعيشه
وانطباعاته حول العديد من الأمور الإجتماعية والثقافية والسياسية...
وصدق من قال : .:.^^
^^.:. ميلاد الفن التشكيلي من المنشأ الى المأزق
في البدء
.كانت أيام ثقيلة ويملؤها الغموض.واستمرت الأجيال البشرية .وتطورت الرسوم البدائية .وكانت الألوان الأساسية .كانت اللغة الأولي قبل كل اللغات هي لغة الخطوط المرسومة قبل لغة الصوت والحرف والنغم .وانطلقت مسيرة الرسم وتحولت تدريجياً عبر مئات الألوف من السنين من وسيلة تعبيرية أساسية للتواصل بين الأجيال والحضارات و نقل الواقع من جيل إلي جيل إلي أداة تعبير عن رؤى الإنسان لأفكاره الأكثر عمقاً ولمنحنيات أكثر تعقيداً في دهاليز النفس البشرية وبحث مضنى لاكتشاف مواطن الجمال والانسجام في الكون والإنسان والطبيعة .وأطلق فنان لخياله العنان .فتفجرت طاقات إبداعية حرة ورؤي فنية مستقلة عن منظور النقل الحرفي للواقع .وقد لا يرى المفسرون لهذه الظاهرة أية غرابة أو تناقض .ولعل من أسباب سرور وإنتشاء متلقى الفن .إنه الفن وإبداعاته ...إنه العشق في ذاته ...إنها حكمة الخالق في مخلوقاته ...لكن... ما هي علاقة الفنان التشكيلي بالأحداث الدائرة وكيف يؤثر فيها وتؤثر فيه... علاقته بالمجتمع والناس.. . هل هناك مأزق؟! وإن كان فهل من مخرج ؟ لمحة عن الفن التشكيلى فى القرن العشرينبين التقليد والإبداع وبين الموضوعية والذاتية.
إستمر الفن التشكيلى خلال عصور الفن المختلفة لمئات السنين كلغة بصرية تعتمد فى الأساس على "الطبيعة الخارجية" كمصدر ومرجع للأفكار الفنية التشكيلية، وكتقليد ثابت وموروث تقاس جودة الأعمال الفنية بالإقتراب منه وتوصف بالضحالة كلما ابتعدت عنه
.كان تقليد الطبيعة ومحاكاتها هو البطل.